تستعمل شركات التسويق الذكاء المكاني لتحديد أهدافها بدقة، فمجرد معرفة الكثافة السكانية واستهداف المناطق المكتظة لم يعد حلاً فعالاً لأن ما يحول الأشخاص إلى زبائن هو رغبتهم وميولهم للسلعة أو الخدمة التي تقدمها الشركة. ولذلك فإن أنماط التسويق الحديثة تستهدف بدقة أولئك الذين يمكن أن يصبحوا زبائن للشركة وتتجنب هدر الموارد في نشر الإعلانات لأشخاص ليست لديهم علاقة بالسلعة أو الخدمة المقدمة. ومن أكثر الطرق الحديثة التي تساعد في تحديد الأهداف هو الذكاء المكاني حيث يتم استخدام المعلومات الجغرافية لمعرفة ميول الناس ورغباتهم. فعلى سبيل المثال تقوم بعض الأنظمة بتتبع الموقع الجغرافي للأفراد عبر نظام تحديد المواقع GPS المزود في هواتفهم الذكية. وعندما يقوم الشخص بزيارة موقع معين كصالة رياضية ويقضي فيها بعض الوقت تضيف هذه الأنظمة مباشرة الصالات الرياضية إلى قائمة ميول هذا الشخص. بعد ذلك يتم متابعة حركته في المدينة وكلما اقترب من صالة رياضية مشتركة لديهم في خدمة الإعلانات يتم مباشرة إرسال إعلان لهذه الصالة الرياضية إلى هاتف هذا العميل بأنه توجد صالة رياضية بالقرب منك. هذا النوع من التسويق يعد من أكثر الأنواع فعالية فأصحاب الصالات الرياضية هنا يكونون على ثقة بأن كل رسالة دعائية أرسلت وقاموا بدفع قيمتها قد أرسلت لأشخاص لهم حقاً ميول لهذا المجال.

تطبيقات الذكاء المكاني في إدارة السلع

إن إدارة السلع وتوفيرها بشكل منتظم للعملاء يعد أمراً بالغ الأهمية لجميع الشركات حيث أن انقطاع السلعة في أي لحظة قد يفقد الشركة الكثير من العملاء ولكن مع ذلك فإنه من غير الممكن توفير جميع السلع بكميات ضخمة في المتاجر والفروع الصغيرة كإجراء احترازي. وهنا تأتي فائدة الذكاء المكاني الذي يسهل من عملية التنبؤ بحوجة الناس في منطقة معينة لسلعة معينة. من أبرز الأمثلة على هذا التطبيق هو استخدام شركة والقرينس Walgreens للذكاء المكاني من أجل توقع النقص المستقبلي لسلعها في مختلف الأماكن. شركة Walgreens تعتبر من أكبر الشركات التي توفر الأدوية والمستلزمات الصحية للمستهلكين ولديها عدد هائل من الصيدليات في الولايات المتحدة وأوروبا. أحياناً تواجه الشركة نقصاً في الأدوية لدى فروعها نسبة لموجات مرضية مثل الانفلونزا، ولذلك تستخدم الشركة الذكاء المكاني للتنبؤ بزيادة الطلب على الأدوية. حيث تقوم بإنتاج خرائط توضح إحصائيات الانفلونزا في كافة المناطق وهذه الخرائط تكون على شبكة الانترنت وتتشاركها كافة أقسام الشركة كما أنه يتم تحديثها باستمرار على مدار الساعة. فاذا زادت حالات الانفلونزا في منطقة ما فتلقائياً سيزيد الطلب على الأدوية وبهذا تستطيع الشركة زيادة كمية الأدوية التي توزعها في تلك المنطقة وضمان عدم انقطاعها.